FeLoS المراقب العام
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: شكوى مقدمة من فجر الجمعة 16 يوليو - 1:28 | |
| شكوى مقدمة من فجر
هذه شكوى من فجر ، ونحن نريدك أن تكون القاضي في هذه القضية ، وننظر بماذا تحكم على اقاربها .
نص الشكوى :
لا أدري ما بال أقاربي يأتون عند أخواتي بكثرة ، لكن عندما يأتي موعدي لا يأتي سوى القليل ، فهم يزورون أخواتي الأربع كل يوم ، أما أنا فلا أكاد أشاهد إلا القلة فهم مقصرون في زيارتي ، بل ويقطعونني أياماً عدّة ، وبعضهم لا أكاد أراه مطلقاً ، وكأنني سقطتُ من قاموسهم ، والبعض منهم يأتي إليَّ وبه كسل وخمول غريب ، ولهم أعذار غير مقبولة مطلقاً .
ماذا أفعل لهم فأنا أكثر أخواتي عطاءً لمن يأتي إليَّ ، ولا أتهم أخواتي بالتقصير لكن الكل يعرف إني أفوقهم في العطاء ، والكثير ينصح أقاربي بإن يأتون إليّ فأنا لدي الخير الكثير ، ومع ذلك لا يأتون ؟! ولا حياة لمن تنادي .
ما المشكلة يا تُرى ؟! هل يا تُرى إنهم محرومين من ذلك ؟!
أنتهت شكواها
وبقيَ أن نعرف من هي صاحبة الشكوى ؟! صاحبة الشكوى يتكون أسمها من ثلاث أحرف فقط ، ختمت بالراء ، وتوسّطت بالجيم ، وبدأت بالفاء ، نعم إنها ( صلاة الفجر)
هاهي تشتكي هجر الكثير من المسلمين لها ، والمقصود بـ ( أقاربي ) أي المسلمين الذين يتقرّبون بها عند الله ، والملاحَظ اليوم يرى الكثير قد تكاسل في أداءها بل أن البعض لم يؤديها في وقتها منذ زمن بعيد ، بل إن بعضهم يقوم لشغله فيذهب ثم يصليها هناك ، وهكذا عندما أصبحت لديهم عادة وليست عبادة فعلو ذلك ، أنسو عظيم فضلها ، فلو تأملنا قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ماذا يقول في الركعتين التين تسبق صلاة الفجر :
- ركعتا الفجر [ أي صلاة السنة قبل الفجر ] خير من الدنيا وما فيها ، وفي رواية لمسلم " لهما أحب إلي من الدنيا جميعها " ، فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟
ومن عظيم أمرها أن ملائكة الليل والنهار تشهدها قال تعالى : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) ، وهذه بشرى من رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث يقول : ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) أخرجه الترمزي وأبو داود وابن ماجه .
ثواب آخر إلى جانب النور التام لمن حافظ على صلاة الفجر ، ولكنه ليس ثوابا دنيويا بل هو أرفع وأسمى من ذلك ، وهو الغاية التي يشمر لها المؤمنون ، ويتعبد من أجلها العابدون ، إنها الجنة وأي تجارة رابحة كالجنة ، قال عليه الصلاة والسلام : ' من صلى البردين دخل الجنة ' ، والبردان هما صلاة الفجر والعصر .
وهذا رسولنا يمنح وعداً بالنجاة من النار فيقول : ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر ، ثم ألا تحب أن تكون طوال يومك وأنت في حفظ الواحد الأحد عز وجل ، فها هو رسولنا الكريم يقول : ( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ) أخرجه مسلم ، من حديث جندب بن عبد الله .
وهل يا تُرى تريد أن تصبح نفسك خبيثه ؟! والعياذ بالله ، فقد حذرنا النبي المصطفى من أن تكون أنفسنا خبيثة فقال فيما أخرجه البخاري و مسلم : « يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كلِّ عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلَّت عقدة، فإن توضَّأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقدة، فأصبح نشيطاً طيِّب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كــسلان » من رواية أبي هريرة .
فإلى من ضيّعها .. أقول قد عرضت نفسك لسخط الله ومقته ، فانتبه لنفسك قبل أن يأتيك الموت بغتة وأنت لا تدري وقبل أن تقول نفس : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله .. ) ، وتقول : ( لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) ، فانفذ بنفسك من حجب الهوى إلى سبيل الهدى وابحث عن الوسائل المعينة لحضور هذه الفريضة .
فماذا سيكون حكمك أنت ايها القاضي على نفسك ، فأنت واحد من اقاربها ؟
منقول لتعم الفائذة
| |
|